إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

بيان إلي قوى الثورة

Gharam elsawy السبت، 26 مايو 2012 0 التعليقات

الإنقاذ الوطني مهمة عاجلة
بيان مفتوح للتوقيع من الدكتور أحمد الخميسي
منذ أن بدأت الثورة، قادتنا الأوهام الدستورية إلي الاعتقاد بأن حل مشكلات مصر يكمن في" الإصلاح السياسي " بمعنى إعادة صياغة النظام التشريعي والدستوري والرئاسي بعيدا عن حل مشكلات مصر الجذرية الاقتصادية والاجتماعية، في وطن يعيش فيه 43 % تحت خط الفقر، ويعاني فيه 43 % من الأمية. وقد ساقتنا تلك الأوهام إلي دائرة من التركيز على الانتخابات البرلمانية، وتعديل الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية مع بقاء السلطة بأيد النظام القديم، وبقاء كل مرتكزات النظام القديم كما هي بدون تغيير.
 والآن يتضح للجميع المأزق الذي وضعتنا فيه أوهام الإصلاح سياسي المعزول عن الإصلاح اقتصادي والاجتماعي، فوجدنا أنفسنا إزاء ثنائية مرفوضة بشقيها: إما التصويت لشفيق – وهو امتداد لنظام مبارك الذي رعى الفتنة الطائفية في مراعي الفقر والجهل، ودهور مستوى التعليم، وجوع الشعب وأذل كرامته الوطنية، وإما التصويت لمرسي وأصحابه دعاة مشاريع الصرف الصحي الإسلامي ومضاجعة الوداع. إننا نجد أنفسنا إزاء وجهين قبيحين، وجه يتكسب بإدعاء أنه بسلوكه ومصالحه البشرية الخاصة إنما يستلهم السماء، ووجه يتكسب بإدعاء أنه يستلهم الأمن والأمان والمدنية. ويتخبط الناس، ويحاول البعض الهروب من سيوف مرسي إلي رصاص شفيق، ظنا منهم أن شفيق يمثل الدولة المدنية ! أي دولة مدنية يمكن الحديث عنها في ظل القمع ومصادرة الحريات والفقر وتأجيج الطائفية وكل ما يرمز إليه شفيق وهو امتداد ظاهر لمنهج مبارك الذي جوع وأذل شعبا عظيما مثل شعبنا ؟. ويحاول البعض الهروب من رصاص شفيق إلي سيوف مرسي ظنا منهم أن مرسي وأصحابه يمثلون الثورة ! فهل يعقل أن الثورة قامت لكي تشرع لتزويج البنات من سن 12 سنة ؟ أو أنها قامت لإضفاء طابع ديني على الحكم بكل ما يعنيه ذلك من تفجير للأزمة الطائفية بل والعمل على تقويض الوحدة الوطنية ؟.
لهذا كله، وفي ظل هذا التخبط السياسي العام، يدعو الموقعون أدناه كل القوى السياسية والأفراد والتيارات والكتاب والعلماء الذين شاركوا في الثورة إلي انقاذ مصر في تلك اللحظة الفارقة، ندعو كل التيارات السياسية بدءا من حزب التجمع، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري، وحزب الكرامة، وشباب الثورة بمختلف فصائلهم، وكل هيئة أو مجموعة شاركت في الثورة أيا كانت، إلي عقد اجتماع موسع وعاجل خلال يومين على الأكثر لتشكيل مجلس قيادة الثورة، وتشكيل هيئات تابعة للمجلس: إعلامية، وقانونية، وهيئات اتصال، ولجان من العلماء لوضع خطط محددة لاستنهاض الزراعة، وبناء صناعة وطنية، والنهوض بالتعليم، ومكافحة الطائفية، وفك التبعية الاقتصادية والسياسة لأمريكا وإسرائيل، ونعتبر أن ذلك الاجتماع العاجل وتشكيل مجلس قيادة الثورة، هي مهمة إنقاذ وطني عاجلة لا تحتمل التسويف، مهمة إنقاذ وطني لمواصلة الثورة التي تواجه مجددا نظام مبارك الذي يجدد دماءه على يدي شفيق ومرسي.
إن تيار اليسار والديمقراطية والعلمانية والمدنية والحرية الذي أعطى حمدين صباحي – عن طيب خاطر - نحو خمسة ملايين صوت يستطيع الآن أن يتقدم للنهوض بدوره وتولي مهمة الانقاذ الوطني، بتأسيس كيان سياسي مواز يتحمل عبء التعبير عن آمال الناس وأحلامهم، وعن آمال الشهداء الذين لم تجف دماؤهم بعد على أسفلت الميادين. إننا نتوجه بهذا النداء إلي كل قوى الثورة، لا نستثني أحدا، ونرى أن الملايين التي قامت بالتصويت لحمدين صباحي إنما تلزمه بمزيد من التقدم إلي الأمام، لكي يخرج الكثيرون من ضلال التصويت إما للسيف أو للرصاص، إلي مواصلة الثورة. فلتتجه طاقاتنا كلها إلي الأمام، إلي المستقبل، خارج ثنائية "شفيق – مرسي" ولنجسد في الواقع الفعلي شعار "الثورة مستمرة" بتشكيل مجلس قيادتها، وهيئاتها وبرامجها. وعلى الأحزاب والقوى والتيارات الثورية أن تتحمل مسئوليتها في تلك اللحظة الفارقة، وأن تتقدم بعمل فعلي في ذلك الاتجاه وأن تحشد كل أنصارها في عمل إيجابي واضح يخرج الجميع من ذلك المأزق. ندعو الجميع أيضا إلي مقاطعة جولة الإعادة، والتيقن من أنه لا ناقة لنا ولا جمل في ذلك الصراع، وأن الوقوف مع أحد طرفي الإعادة سيكون أشبه بموقف المستجير من الرمضاء بالنار.
نريد الآن، مجلس قيادة ثورة، وبرنامجا ينص على الطابع المدني للحكم، وعلى إصلاح الأحوال في التعليم والاقتصاد والزراعة والصناعة والتوزيع العادل للدخل القومي، نريد الآن "مجلس قيادة ثورة" لأن هذا يعني " استمرار الثورة "، وعلى كل القوى الثورية والأحزاب والهيئات أن تدرك أنها إذا تقاعست الآن، أو سوفت في إنجاز مهمة الانقاذ الوطني، فإنها تكون قد سوفت وتقاعست عن إنقاذ أحلام مصر التي وقعت في لحظة معقدة من تاريخها بين السيف والرصاص .
مصر تنادي الآن - أبناءها جميعا من أقباط ومسلمين،وعلماء ومفكرين، وسياسيين وثوريين، وشباب وشيوخ، ونساء ومثقفين، وفنانين وطلاب، وأدباء وأساتذة جامعات، وفلاحين وعمال: تقدموا. تقدموا. وعاش الوطن الذي لا وطن لنا سواه.

0 اكتب تعليق على "بيان إلي قوى الثورة"

  • شارك برأيك مرحبا بالاصدقاء الاعزاء يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما Hello dear "friends I am glad your visit and I hope always to communicate.