إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

لا تنسوا أمير المؤمنين فهو أيضا مجرم حرب

Gharam elsawy الثلاثاء، 12 مايو 2015 0 التعليقات
أحمد الشرقاوي
خاص: بانوراما الشرق الأوسط
الطائرة (إف 16) التابعة للقوات العسكرية الملكية “المغربية” التي تم إسقاطها من قبل المجاهدين اليمنيين الأبرار في صعدة المنكوبة، لم تكن في مهمة إنسانية بالمنطقة، بل كانت تشارك طائرات التحالف السعودي في العدوان الهمجي على الشعب اليمني المظلوم، وتقصف البيوت على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين في إطار المرحلة الثالثة من “عاصفة الإجرام”، التي سماها المتحدث باسم التحالف ‘العسيري’ بـ”عاصفـة العقـاب” بعد أن لم تنطلي خديعة “إعــادة الأمــل” حتى على المغفلين من الأعراب..
وما يجب توضيحه بالمناسبة، هو أن لا علاقة للشعب المغربي ونخبه السياسية ومجتمعه المدني بقرار مشاركة القوات العسكرية الملكية في العدوان على اليمن، لأن من اتخذ القرار بشكل أحادي مخالف للدستور والقانون ومن خارج منطق الحكمة ومبادئ الدين وإطار الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة، هو العاهل المغربي ‘محمد السادس’ إرضاءا لـ’آل سعود’ لاعتبارات سياسية مشبوهة واقتصادية إلى حد ما، تتعلق بانخراط النظام المغربي قلبا وقالبا في المشروع الصهيو – أمريكي – السعودي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى يوم الناس هذا.
وسبب عدم التزام العاهل المغربي بالآليات الدستورية الملزمة في شأن هكذا قرار خطير، هو إدراكه أنه سينتهي حتما بالرفض لأسباب قانونية وقومية ودينية وإنسانية أصبحت معروفة للجميع وتناولناها بتفصيل في مقالة سابقة، والمغاربة ليسوا استثناءا ليتخذوا قرارا منافقا بدعم العدوان حتى لو لم يعجب ذلك “أمير المؤمنين”..
وللتذكير بالمناسبة، ففي المغرب لا وجود لصراع مذهبي يمكن أن يغديه إعلام البيترودولار كما هو الحال في المشرق العربي، لأن المغاربة شعب مسلم الديانة، أشعري العقيدة، مالكي المذهب، شيعي الهوى، صوفي الروح..
هذا علما أن الأدارسة الذين نشروا الإسلام أول مرة في المغرب هم “شيعـة” في الأصل، كما أن أجداد العاهل “العلوي” الحالي هم من آل البيت أيضا، قبل أن يختلط الجنس بالسياسة فتنقلب الأمور، ومع ذلك، لا زال المغاربة يحيون سنويا ذكرى عاشوراء التي يتخذونها مناسبة لإخراج الزكاة والصدقات، ولهم محبة خاصة لرسول الله ولآل بيته عليهم الصلاة والسلام جميعا..
وكون النظام حولهم إلى ‘المذهب المالكي’ بالإكراه لا بالإقناع والاقتناع، سعيا منه لقطع الطريق أمام أي معارضة إسلامية لشرعيته الدينية، في إطار سياسة ما يسميه بـ”حفظ الأمن الروحي للمغاربة” في حين أن الأمن الروحي لا يفرض بالسياسة لأنه من مجال الله تعالى دون سواه، فهذا لا يعني لهم شيئا ولا يثير فيهم تعصبا، وهو لا يعدو أن يكون بالنسبة للعامة تجسيدا للنظرية التي تقول أن “الناس على دين ملوكها”..
لأنه من حيث العقلية، تأثر المغاربة بالحضارة الإسلامية في الأندلس، وخصوصا عقلانية المدرسة المعتزلية زمن ابن رشد، وانفتحوا على الحضارة الأوروبية، وخصوصا ثقافة عصر الأنوار، كما وأن للزوايا الصوفية لعراقتها في المغرب بصمة واضحة في تدين المغاربة وتسامحهم.
وبدأت الأمور تتغير نسبيا في سبعينيات القرن الماضي مع دخول الفكر الوهابي من بوابة المساعدات الاقتصادية للنظام، وبناء المساجد، وتنظيم دورات تدريبية في العقيدة الوهابية لفقهاء في السعودية وباكستان وأفغانستان، وحين عادوا أسسوا جمعيات مشبوهة تحت مسمى “دور حفظ القرآن” و “تدريس السنة” وخلافه، والقصة يطول شرحها
لكن بالمختصر المفيد، هكذا، وبتواطؤ سياسي مريب، بدأ يتغلغل الفكر الوهابي في عقول بعض الشباب المهمش الذي استعملته المخابرات المغربية كوقود لنار الحرب في أفغانستان، واستعملته أيضا في الحرب على سورية بطلب من “السعودية” التي تدفع للمخابرات المغربية ميزانية سنوية تقدر بمليار دولار، أي نفس ميزانية الموساد، مضاف إليها الميزانية السنوية المخصصة من قبل البرلمان من دون أن يكون له حق الرقابة على أوجه صرفها، تماما كما هو الحال مع ميزانية الجيش وميزانية القصر.
كما وأنه لا وجود لصراع طائفي بالمعنى الإثني في المغرب، لأن المغاربة كلهم عرب أقحاح، سواء منهم الذين قدموا للبلاد زمن الفتح الإسلامي قبل أكثر من 1200 سنة، أو الذين استوطنوا المغرب في العصور الغابرة ويعرفون في التاريخ بـ”البرابرة” وغيروا اسمهم حديثا فأصبحوا يلقبون بـ”الأمازيغ”، والذين ينحدرون هم أيضا من أصل يمني بشهادة ابن خلدون في مقدمته.
وبالرغم من أن الاستعمار الفرنسي حاول من خلال ما يسمى بـ”الظهير البربري” تميزهم عن إخوانهم العرب في إطار سياسة “فرق تسد”، إلا أنه لم ينجح في ذلك فأجهض الوطنيون الشرفاء هذا المشروع الخبيث في مهده.
لكن النظام الذي يدعي أن له شرعية تاريخية لا معنى لها في القانون الدستوري، ويقول أنه يتمتع بشرعية دينية على أساس “البيعة” والتي تعني حرفيا بيعة الأعيان والأتباع والأزلام لا الشعب المغربي وفق مبدأ الشورى القرآني.. عمل جاهدا ومنذ الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي، على خلق نوع من الشرخ بين المغاربة بمساعدة فرنسا خصوصا، ليمكنه من إجهاض أي معارضة أو ثورة إسلامية تنازعه الشرعية الدينية كما حدث طيلة تاريخ المغرب الإسلامي، فقام بعلمنة الدولة والمجتمع من الباطن، ونجح في إفراز كتلة علمانية مهيمنة على المشهد السياسي، لكنها أقلية مقارنة مع المجاز والثقافة الشعبية الإسلامية، نظرا لتشبث المغاربة بقيمهم الدينية السمحة..
وحين انتفض الشارع في ما عرف بالربيع العربي في 20 فبراير 2011 وزلزلت الأرض من تحت أقدام العرش، سارع الملك في خطاب 09 مارس 2011 إلى الإقرار بتقصيره في دمقرطة الحياة السياسية، ومنح المغاربة دستورا بصلاحيات موسعة (لا واسعة) في حين كانت الحشود تطالب بدستور ينبع من الشعب ويعبر عن سيادته كاملة غير منقوصة، ولأسباب لا تزال مجهولة، أرجح شخصيا أن يكون للسفارة الأمريكية دورا فيها، انقلب الإسلاميون “جماعة العدل والإحسان” التي تمثل غالبية وازنة في الشارع، و “حزب العدالة والتنمية” الشعبوي الذي يحكم حاليا، وهو حزب أسسته السلطة الاستبدادية زمن المقبور الحسن الثاني.. أقول، انقلبوا على الشباب الثائر في الشوارع، فانتهت الاحتجاجات، بإقرار دستور جديد، تنازل الملك صوريا عن بعض صلاحياته لرئيس الحكومة، ووعد باستقلال القضاء وخلافه، إلا أن شيئا من ذلك كله لم يتم تنزيله واقعا على أرض..
لكن أهم ما ورد في الدستور هو مبدأ “المحاسبة على قدر المسؤولية” لوضع حد للظلم والاستبداد والنهب والسلب والفساد، وصوت الناس على الحكومة الإسلاموية الحالية على أساس وعد التزمت خلاله للمغاربة بمحاربة الفساد ومتابعة الفاسدين..
لكنها بعد أشهر من مطاردات الساحرات، خرج رئيسها المهرج ‘بن كيران’ ليقول للمغاربة “عفا الله عن ما سلف”.. والجميع يعلم أن أول الفاسدين وكبير المفسدين في البلاد هو أمير المنافقين شخصيا بشواهد موثقة وعلى رأسها كتاب “الملك المفترس” الذي قمت بمعية أصدقاء بترجمة فصول منه ونشرتها في حينه ليطلع المغاربة على حقيقة الرجل الذي يقود البلاد إلى السكتة القلبية، بسبب جشعه ونهمه وعشقه للتجارة على حساب السياسة، لدرجة أنه حول المغاربة كلهم إلى زبائن لمنتوجات شركاته.
وحيث أننا لم ننجح في إسقاط النظام في حينه، ولم ننجح في إقناعه بإعادة الأموال المنهوبة التي سرقها من عرق الشعب المغربي الذي لا يعيش على الريع كما هو حال مشيخات الخليج، بل يأكل مما ينتج ويدفع الضرائب لتمويل مؤسساته وسياسات حكوماته..
وحيث أن العاهل المغربي ‘محمد السادس”، وفق مقتضيات الدستور الجديد، يجمع عدة مناصب سامية، فهو ملك، وأمير المؤمنين، ورئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة الملكية وغيرها من المناصب التي لا يسع المجال لذكرها هنا..
وحيث أنه اتخذ قرارا أحاديا بالمشاركة في تحالف “السعودية” للعدوان على الشعب اليمني العربي المسلم الفقير دون وجه حق، أو شرعة من قانون، أو حكم من دين، أو مبرر من أخلاق..
وحيث أن قراره هذا، كان يفترض أن يخضع للآليات الدستورية التي ينص عليها الفصل 49 الذي يلزمه بعقد اجتماع لمجلس الوزراء للتداول واتخاذ القرار بشأن إعلان الحرب أو المشاركة فيها، وكذلك الفصل 99 الذي يلزم الملك بتحويل قرار مجلس الوزراء في حال اعتماده إلى البرلمان لمناقشته والمصادقة عليه أو رفضه..
وبناء عليه، وبما أن قرار المشاركة في “عاصفة الإجرام” لم يصدر عن الحكومة المنتخبة من قبل الشعب، ولم يصادق عليه البرلمان الممثل للشعب، وبالتالي، فلا يمكن الحديث عن قرار سيادي يمثل الإرادة الوطنية الجامعة للمغاربة كأمة، وهو ما يعتبر انتهاكا صارخا للدستور وتجاوزا فاضحا لإرادة الأمة يتحمل العاهل المغربي وحده المسؤولية المترتبة عن عواقبه كاملة غير منقوصة، وفق مبدأ “المحاسبة على قدر المسؤولية” الذي أقره الدستور أيضا، باعتباره عقدا بين الحاكم والشعب.
وبما أن القرار أثار جدلا واسعا لدى الرأي العام المغربي في حينه، كما وأن موقف الأحزاب والنخب السياسية والمجتمع المدني أبان عن رفض قاطع مطلق وحاسم لمشاركة القوات المسلحة المغربية في “عاصفة الإجرام” السعودية ضد الشعب اليمني الذي لا ذنب له سوى أنه ثار من أجل حريته واستقلاله وسيادته ولم يهدد أحدا.. باستثناء قلة من فقهاء الوهابية الدائرين في فلك المخابرات المغربية وبعض فقهاء السلطان الذين لا وزن لهم ولا قيمة..
ونظرا للكوارث التي خلفها هذا العدوان الإجرامي الذي طال البشر والشجر والحجر، واعتبرته الأمم المتحدة نفسها وعديد المنظمات الدولية جريمة حرب ضد المدنيين، وإبادة جماعية لشعب آمن مسالم..
لهذا كله، نهيب بالحقوقيين اليمنيين الشرفاء الذي يحضرون اليوم ملف الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات التحالف المجرم في حق أهلنا باليمن، لتقديم المسؤولين عنها إلى محكمة جرائم الحرب الدولية، وعلى رأسهم العاهل السعودي و ولي عهده و ولي ولي عهده وغيرهم… أن لا ينسوا إدراج العاهل المغربي باسمه وصفاته ضمن قائمة المتورطين في سفك الدم اليمني الطاهر، ليحاكم كمجرم حرب في الدنيا قبل الآخرة، ليكون عبرة للطغاة العرب..
ولكـم فـي القصـاص حيـاة يـا أولـي الألبـاب
ملحوظــــة:
وبالمناسبة نقول لآل سعود ومشيخات الخليج، أن المغاربة الشرفاء الذين رفضوا من قبل اقتراحكم بضم المغرب لمجلس تعاونكم أو بالأحرى مجلس تآمركم على الأمة، لأن المغرب ليس خزانا لعبيد السخرة، يرفضون المال الحرام أيضا، لأن ما تسمونه بالمساعدات لا يصلهم منها شيئ يذكر، بل تذهب جميعها إلى جيوب الفاسدين، وهم بالمحصلة لا يحتاجونها لأنهم لا يستجدون أحدا غير الله، ويأكلون حلالا طيبا مما ينتجون بعرق جبينهم.. فموتوا بغيضكم.

0 اكتب تعليق على "لا تنسوا أمير المؤمنين فهو أيضا مجرم حرب "

  • شارك برأيك مرحبا بالاصدقاء الاعزاء يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما Hello dear "friends I am glad your visit and I hope always to communicate.