الحزب الاشتراكي المصري
تثبت الأيام بقوة أن من يحتل كرسي الرئاسة، ومَن وراءه في مكتب إرشاد الإخوان، قد أصابهم السعار الوحشي للاستيلاء على كامل الدولة حتى لو أدى ذلك إلى خراب مصر، وبشكل خاص المؤامرات القذرة لاستخدام قوى الأمن ضد المعارضين والمطالبين بحقوقهم، ومحاولة اختراق الجيش وإرهاق مؤسساته، وتدريب وتسليح ميلشيات مستعدة للانقلاب على الشعب، والتعدي على القضاء وابتلاع أجهزة الإعلام المملوكة للشعب.. إلخ.
كما تثبت الممارسات أن هذه الإدارة الغاشمة لا تقيم لمطالب الشعب المشروعة وزنًا، ولا تكترث حتى بحلفائها وتتعامل معهم بعقلية الاستخدام والتسخير، ولا تحترم وعدًا قطعته كذبًا على نفسها باحترام الشرعية والتوافق والحريات والعدالة، وتمارس شتى صنوف الفساد السياسي والأخلاقي والفشل الاقتصادي والإداري، والتصالح والتحالف المشبوه مع زبانية وفلول ومليارديرات نظام مبارك، والتواطؤ في عملية دولية كبرى للاستيلاء على مقدرات مصر بالكامل، ولا تستطيع حتى الدفاع عن كيان المجتمع وحدود البلاد، وتقدم فروض الولاء وآيات النفاق للولايات المتحدة وتركيا وشيوخ قطر وإسرائيل... وكل هذا بمستوى لم يسبق لأي نظام حاكم في مصر أن اقترفه.
وليس هذا بغريب على سلطة تدعي لنفسها زورًا تمثيل الأغلبية، وتقدم إلى الواجهة شخصًا هو مطيع صاغر للأوامر التي يصدرها مكتب إرشاد لجماعة سرية غير قانونية، وهو مكتب لا يعترف بأي حقوق للإنسان، ولا يشغله سوى النهم للسلطة والمزيد من الثراء لمليارديراته ومليونيراته وأذنابهم من المتسلقين وصغار اللصوص والأبواق التي استمرأت الكذب والتحريض وازدراء جميع الفرق والأحزاب والطوائف الأخرى.
إن مصر العفية الثائرة لن تركع ولن تسكت على هذه المؤامرة التاريخية الخطيرة. وقد تبدت بشائر غضب الشعب المصري في العصيان المدني، والتحركات الاحتجاجية للعمال وسائر الفئات المظلومة، والتظاهرات السياسية الكبرى، الأمر الذي أجبر كوادر الإخوان الكبيرة على التواري عن الأعين، دون التوقف عن السير في غيهم والتآمر الفج حتى على حلفائهم.
الأيام والأسابيع القادمة حاسمة، ولا يجوز للقوى السياسية المعارضة أن تتجاوب مع أية محاولة لتقسيم صفوفها وخاصة من خلال وساطات خارجية أو سياسيين فاسدين اعتادوا اللعب على كل الحبال، فالتناقض مع جماعة الإخوان تناقض لا يقبل الحلول الوسط، وهم لا يريدون سوى كسب المزيد من الوقت حتى تسير عملية الأخونة وبيع مصر إلى منتهاها البائس.
وعلى الجماعات والائتلافات الشبابية والمنظمات الاجتماعية والنقابية أن توحد جهودها في نضال منسق من أجل إنقاذ مصر من سارقي ثورتها، وأن تصعّد تحركاتها من أجل إسقاط شرعية مزيفة فقدت حتى ورقة التوت الأخيرة. وعليها أيضًا ألا تستجيب لأي صراعات ثانوية أو جانبية تهدف إلى تفتيت جبهة القوى المناضلة من أجل مصر مدنية يتمتع مواطنوها بكرامتهم وبكافة حقوقهم القانونية والاقتصادية والثقافية، ومن أجل مصر غير التابعة لقوى أجنبية، مصر التي لا تأتمر بأمر شيخ جاهل وراء الحدود أو سفيرة متعجرفة تريد حكومتها الخراب للبلاد، ولا ترضخ لابتزاز العدو الصهيوني واختراقه الاستراتيجي للعمق المصري.
مرة أخرى.. الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة.
لن نسمح بفاشية الإخوان حتى لو مارسوا الإرهاب السافر أو لوَّحوا بالحرب الأهلية.
ولن نقبل بأي تدخلات تعيد مصر إلى الدكتاتورية العسكرية.
ولن نتسامح مع المتلاعبين بوحدة القوى الوطنية والتقدمية.
وسنبذل قصارى جهدنا من أجل توحيد القوى السياسية والمنظمات الاجتماعية والائتلافات الشبابية والنسائية الممثلة للطبقات الشعبية.
19 فبراير 2013
0 اكتب تعليق على "مصر لن تركع لفاشية الإخوان"