إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

الاخوان والامريكان سقوط الشعارات وتلاشي المبادئ

Gharam elsawy الخميس، 6 يونيو 2013 0 التعليقات
لعل التقلب الكبير في مواقف الجماعة وجعلها تلامس بل تفوق تلك التي رفضتها من النظام السابق، يضع قيادتها ورموز عملها الدعوي والسياسي في دائرة فقدان الثقة، فضلا عن تلك الممارسات التي يتعايش معها الشارع المصري يوميا، وتؤكد تخليهم عن كثير من الثوابت وسقوط الشعارات وتلاشي المبادئ في سبيل الحفاظ على بريق السلطة.
والمشهد الذي جمع قيادات الجماعة مع المسؤولين الأمريكيين، والزيارات المتكررة للسفيرة الأمريكية لمقر الجماعة ولقاءاتها المتجددة بقيادات حزب الحرية والعدالة، لن تختفي من ذاكرة أي باحث عن ماهية الدعم الأمريكي للجماعة، والتفاهمات التي تقف خلف تغير مواقف الجماعة التي تحكم مصر ما بعد ثورة 25 يناير.
تاريخ العلاقات بين الطرفين مر بمراحل مختلفة، والمرحلة الحالية تشبه بدرجة كبيرة سابقتها، فيما يتعلق بأسس وتفاهمات التعاون المشترك، مع اختلاف الزمن والقيادات والقضايا والملفات.
وقد بدأت المرحلة الحالية قبل انتخابات أول مجلس شعب عقب الثورة، بحوار سياسي تم خلاله التوفيق بين إيديولوجية الجماعة ومسؤولياتها الجديدة، وفهم المصالح الأمريكية في المنطقة، في ضمان أمن إسرائيل وعدم المساس باتفاق كامب ديفيد للسلام بين تل أبيب والقاهرة، وضمان الحريات خاصة الدينية، وحماية المرأة والأقليات.
الجماعة قبل الحكم عارضت واشنطن، كما وصفت سياستها تجاه المنطقة بـ "الإستعمارية" واعتبرتها حليفا لإسرائيل التي كانت تقول عنها العدو الأول للعرب والمسلمين.
معارضة الإخوان للنظام السابق انطلقت من خلال الواقع الداخلي من فساد وفقر وبطالة، وبسبب العلاقات الخارجية وارتباطه بالولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي إسرائيل.
نمط هذه المعارضة ساهم في ارتفاع شعبية الإخوان في الشارع المصري، ذلك لأن شعاراتهم تلامس وتر العقيدة والدين والدفاع عن الأراضي المحتلة وتحرير القدس، وهي ملفات تشغل مساحة كبيرة من الاهتمام السياسي للشارع المصري.
لكن الإخوان وبعد الوصول الى الحكم، عجزت عن محاربة الفساد، وارتفعت أسعار السلع الأساسية وتواجه البلاد وضعا اقتصاديا صعبا، وانتشرت ظاهرة البلطجة والانفلات الأمني بما ساهم في ارتفاع معدل الجريمة من خطف مقابل المال وسرقة بالإكراه وقتل، وانشغلت بتثبيت دعائم حكمها.
وسقطت من أدبيات الجماعة شعارات مناهضة لإسرائيل، ساهمت بشكل كبير في ارتفاع شعبية الإخوان لدى شريحة جيدة في العالمين العربي والإسلامي، لتحل محلها خطابات الود والصداقة مع شيمون بيريز، والوساطة في الاتفاق الأمني الذي جرى مؤخرا وتضمن فيه القاهرة تحت حكم الإخوان عدم إطلاق أي صواريخ من قطاع غزة.
الإخوان لم يحققوا من تفاهماتهم مع الأمريكان سوى الالتزام باتفاق كامب ديفيد رغم مرور 34 عاما، واختلاف الفكر والرؤى للتحديات التي تواجه المنطقة، وما يجري في شبه جزيرة سيناء من انفلات أمني وانتشار البؤر الإجرامية والجماعات المسلحة والنشاط المستمر للأنفاق.
فملاحقة النشطاء السياسيين المعارضين مستمرة، وإقصاء المرأة واضح، وتعامل النظام مع أحداث الفتنة الطائفية لم يتغير، فضلا عن تجاهل تنامي تأثير الجماعات المتطرفة المسلحة على الوضع الأمني.
الجماعة لم تف بالوعود التي قطعتها على نفسها مع الشعب المصري، خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ولم تشهد مصر تحت حكم الإخوان تلك النهضة الموعودة، بل مزيدا من تدني مستوى المعيشة واحتقانا سياسيا وتوترا مجتمعيا وتراجعا اقتصاديا.
والإخوان كما انقلبوا على مبادئهم من أجل الوصول إلى الحكم والاستفادة من ثورة الشباب، الذي تم تهميشه وتجاهله، يمكنهم الانقلاب على تفاهماتهم مع الأمريكان وغيرها من القوى الإقليمية والدولية في سبيل تحقيق مصالح التنظيم الدولي للجماعة.
ما يجري في مصر يؤكد ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن إدارة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين للدولة المصرية: "المشاعر والكبرياء الشخصية تغلب فى حساب المواقف ولا يستطيع أن يواجه موقفه لأنه فى عصمة المنصب وفى عصمة تصور الدين، فالشعور داخل السلطة لا يمكن وصفه ... وأحد لا يواجه من يراه، ويلقي اللوم على الآخرين، فمشكلة الإخوان أنهم ليسوا فقط يواجهون سلطة لم يكونوا يعلمونها وينتظرونها بل يواجهون مناخا لا يعرفون شيئا عنه".

0 اكتب تعليق على "الاخوان والامريكان سقوط الشعارات وتلاشي المبادئ"

  • شارك برأيك مرحبا بالاصدقاء الاعزاء يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما Hello dear "friends I am glad your visit and I hope always to communicate.