![]() |
المحامي محمد كمال الدين |
اقرأ أيضا :السيسى في اليابان للمشاركة فى قمة العشرين
فالإرهاب اصبح لايقتصر مجاله على الشباب من ذوي النزعة الدينية ، وإنما أمتدت يده العابثة بمقدرات الأوطان لتطال شباب يبحث عن معالجة ظروف ما إجتماعية ، بأشكالها المختلفة ، أحاطت به ، منها على سبيل المثال العوز والحاجة ، أو فقد حبيب قدوة ، أو حبيبة ملكت شغاف قلبه ، أوتعرض لظلم ما وضعه فريسة سهلة في طريق” آلة الدم “ .
لا أستطيع ان أصف الإرهاب بمسمى غير ذلك ، فهو آلة مجردة من المشاعر والعناصر التي يعتمد عليها في تنفيذ أغراضه مجرد تروس وجنازير في تلك الآلة ، تحصد أرواح الأبرياء وتفتك بكل ما تمر عليه من أخضر ٍ أوحتى يابس ، فأصبحت تلك التروس مألوفة لنا لكثرتها حتى نستطيع أن نتعرف على بعض مرتكبي تلك الفظائع بأننا رأيناه يوماً ما أوحتى سمعنا عنه ، ونسترجع ذكريات قصة ظلم اجتماعي تعرض له ، اوشيئ من هذا القبيل .
فيتدخل فكر تلك الآلة الإلكتروني بالحلول الشيطانية والتي تلعب المادة دور كبير فيها ، في الوقت الذي يقف فيه المجتمع مكتوف الإيدي عن التدخل لإيجاد حلول.
وهذا ينم على تطور فكر الإرهاب أيضاً وليس تطور أدواته فقط فأصبح يكشف عن قباحة وحقارة مايختلج صدره من توجيهات ، وتخلى عن فكره القديم الذي تم كشفه إعلامياً ، وهو الفكرالجهادي العقائدي ، الأمر الذي زاد المواجهة صعوبة وتعقيداً على الجهات الأمنية ، تلك المواجهة الأمنية أصبحت غير كافية .
بل هناك مسئولية مجتمعية تقع على كاهل كافة أطياف المجتمع ، فضلاً عن مسئولية القيادات الأمنية وصناع القرار ، بتدريب الكوادر الأمنية الشابة على كيفية التعامل مع العناصر التي يشتبه بها وإمكانية التعرف عليهم ، وعدم الإنخداع بالمظهر الشكلي والفكري في حال توافر ثمة خطورة إرهابية ، فلابد من نشر التوعية وقواعد السلامة والحيطة والحذر بين القيادات الشابة ، حتى تقف الحوادث المتشابهة المتكررة والتي تعتصر قلوبنا يومياً بالألم.
وهذا مؤشر خطير يدل على أن تلك الآلة إتخذت من خلل المجتمع وسيلة لإعادة هيكلتها ، وتطوير أدواتها وفكرها .
حفظ الله مصر من الأشرار ومن كيد الفجّار وحسبنا الله ونعم الوكيل .
0 اكتب تعليق على "الإرهاب وآلة الدم .....بقلم المحامي محمد كمال الدين"