إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

أستأذن في الانسحاب

Gharam elsawy الثلاثاء، 27 مارس 2012 0 التعليقات

بقلم /عمرو حمزاوي
جاء التشكيل النهائي للجمعية التأسيسية لوضع الدستور بعيدا كل البعد عن مراعاة معايير الكفاءة والتمثيل المتوازن للأطياف السياسية والمجتمعية المختلفة ، وأنا لا أنازع في أن الأكثرية العددية من حزبي الحرية والعدالة والنور داخل مجلسي الشعب والشورى تترجم في صورة مقاعد بنسبة أكبر من الأحزاب والقوي الأخرى بالجمعية التأسيسية، ولكن أرفض تشكيل الجمعية علي نحو يغلب معيار الولاء علي معيار الكفاءة ويبتعد عن تمثيل متوازن يترجم لعمل توافقي من اجل خروج الدستور الجديد بصورة تليق بمصر بعد الثورة .أرفض تهميش المرأة والشباب والأقباط في الجمعية، وأرفض استبعاد الكثير من كفاءات مصر القانونية والاقتصادية وتقديم أهل الثقة عليهم بالمعني السياسي الضيق. فتشكيل الجمعية التأسيسية بهذه الصورة، بما تضمنه من غياب الشفافية عن بعض إجراءاتها على نحو أسس داخل مجلسي الشعب والشورى لثنائية ضارة قائمة على أغلبية تعرف وأقلية لا تعرف وكذا الضعف الموضوعي حين لم يتح وقت كاف للنقاش وطرح أسماء لشخصيات عامة ومرشحي هيئات ومؤسسات دون سير ذاتية، جاء صادما للرأي العام ولا يرق للتوقعات المشروعة .قبل أن أتخذ قراري بشأن مشاركتي في الجمعية من عدمه ،ارتأيت العودة لمن انتخبوني وفي ذهنهم أن أدافع عن دستور لدولة مدنية ديمقراطية عادلة ، ارتأيت العودة لمن انتخبوني لأستشيرهم وأخيرهم بين الانسحاب من الجمعية أو الاستمرار في المشاركة والدفاع عن رؤيتي للدستور إلى أخر الطريق أو المشاركة مع الاحتفاظ بحقي في الانسحاب إذا سارت عملية إعداد الدستور في اتجاه هيمنة الأغلبية والابتعاد عن التوافق.ولقد أخبرت من انتخبوني أنني في نهاية المطاف سأحتكم إلي صوت ضميري وما يمليه علي بشأن مصلحة الوطن. وجاءت نتيجة الاستطلاع الذي وصل عدد المشاركين به إلي 10 ألاف مواطن ومواطنة، وتم جمع النتائج فيه بواسطة فريق عمل ميداني وإلكتروني،  إلي تأييد 55 % من المشاركين بالاستمرار في عضوية الجمعية التأسيسية مع حق الانسحاب مقابل 35 %بالانسحاب الفوري لكون تشكيل الجمعية صادم .وفي هذه اللحظة الفارقة ولأنني لا أملك أن أخالف ضميري وتقديري لمصلحة الوطن وهما يمليان علي وبعد تفكير عميق القول بأنه في ظل التشكيل الحالي لا يمكنني أن أقبل المشاركة في عضوية الجمعية التأسيسية ، فإنني أستأذن من انتخبني وأستأذن مواطنات ومواطني هذا البلد العظيم الانسحاب من الجمعية التأسيسية ومخالفة تصويت أغلبية من شارك في استطلاع الرأي.أدرك جيدا خطورة المشهد السياسي في  اللحظة الراهنة وأرغب في تجنيب مصر التراجع عن المسار الصحيح لبناء مؤسساتها بشكل ديمقراطي وكتابة دستور يليق بالوطن. كما أنني أرفض وبشدة الاستقواء بالرأس غير المنتخب للسلطة التنفيذية على أحزاب منتخبة مهما اختلفت معها في الرؤية والتقدير. أبدا لن أتورط في استدعاء المجلس العسكري للسياسة وتنازعاتها التي أريد إخراجه منها كي لا تتكرر بالفعل تجارب الماضي. إلا إنني أهدف من انسحابي تقويم اعوجاج خطير في مسار المرحلة الراهنة وإعادة النظر كجماعة وطنية مصرية في تشكيل جمعية تأسيسية بها من الكفاءة والتوازن ما يقارب بيننا وبين دستور نتمناه جميعا ويضمن الدولة المدنية الديمقراطية

0 اكتب تعليق على "أستأذن في الانسحاب"

  • شارك برأيك مرحبا بالاصدقاء الاعزاء يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما Hello dear "friends I am glad your visit and I hope always to communicate.