نظم مركز الارض ونقابة صغار الفلاحين بالجيزة ورشة عمل بقرية برنشت العياط يوم 17/1/2013 ، وحضرها حوالى مائة فلاح من القرية والقرى المجاورة وأعضاء مجلس ادارة النقابة وبعض الباحثين والصحفيين ، وناقش اللقاء العديد من القضايا ومشكلات الفلاحين وحلولها .وبدأ اللقاء بعرض قدمه الاستاذ "محمد حجازى مستشار نقابة المحامين "حول الاوضاع الراهنة فى مصر منذ ثورة 25 يناير وبين دور العسكر والاخوان فى الانقضاض على مطالب الثوار فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وافتعالهم المشكلات الداخلية بين جموع الشعب المصرى الواحد حتى يتمكن اللصوص من تهريب ثروات البلاد ونهب خيراتها دون رقابة أو محاكمة.
تطرق "حجازى "إلى طريقة إقرار دستور الاخوان الذى رفضته معظم القوى السياسية ، وأستعرض الجوانب الاقثتصادية والاجتماعية والثقافية التى تمر بها مصر مشيراً الى تدهورها بسبب عدم وجود رؤية لدى حكومة الاخوان ، وانحيازها فى معظم القضايا ناحية أصحاب رؤوس الاموال والتجار .
ثم تحدث الاستاذ "عبد الله المامون باحث بمركز الارض "عن اوضاع قطاع الزراعة وحقوق الفلاحين ، وأوضح ان المشكلة لا تكمن فى نقص مواردنا فى الارض والمياه ومستلزمات الانتاج ، بل تكمن فى سوء عدالة التوزيع ، فمصر غنية بأراضيها ومياهها وغازها ومواردها وقوة وخبرة فلاحيها ، لكن النهضة الزراعية وتحسين اوضاع الريف تحتاج الى ارادة سياسية وبرامج بديلة عن ما تطبقه حكومة الاخوان .
هذه البدائل يجب أن تضع نصب عينها تحسين أوضاع وحياة الفلاحين وتوفير أمان زراعة الارض ، وكفالة الخدمات والرعاية الصحية والتعليمية والسكنية ومياه الشرب اللنظيفة والصرف الصحى بقرى الريف المصرى .
وأشار " المأمون" إلى دور الدولة المفروض لتحسين تلك الخدمات وسخر من تبريرات حكومة الاخوان بقلة الامكانيات وعدم الاستقرار فى ظل تقاضى بعض المستشارين مليارات الجنيهات كل شهر من خزينة الدولة خلاف حصيلة الكهرباء والغاز ورسوم القمامة وأموال الصناديق الخاصة التى لا يعرف أحد مصيرها .
ثم تحدث الاستاذ "مصطفى عاشور الناشط السياسى والصحفى "عن دور الاعلام فى ترقية وعى الفلاحين لتنظيم أنفسهم والدفاع عن حقوقهم وأختيار ممثلين للدفاع عن مصالحهم بالنقابات والجمعيات والبرلمان ، وبين "عاشور " دور الاعلام السلبى فى إلهاء الناس بقضايا فرعية لينسيهم المطالبة بحقوقهم ،وأرجع ذلك لوجود من يوجه الاعلام ليشغل الناس عن بناء وطنهم ونهضة الزراعة والصناعة .
وبينت مداخلات الحضور حجم النهب المستمر منذ عهد مبارك حتى الآن ، ويكفى أن نعلم أن الشركة الكويتية التى أشترت حوالى 40 ألف فدان بمنطقة العياط بمبالغ تقل عن مليار جنيه قد عرضت أسهم الشركة بالبورصة بمبلغ يصل الى 132 مليار جنيه ، فمن يعيد هذه الأموال المنهوبة لدخول المصريين ، كما تطرق الحضور الى أصحاب النفوذ وبعض ضباط الشرطة والجيش الذين يستولون على أراضى الدولة بالعياط والتى تزيد ملكية بعضهم عن 5000 الالاف فدان .
هذا بالاضافة الى رداءة رغيف الخبز الذى لا يصلح حتى كعلف للحيوانات ، بالاضافة إلى نقص مياه الشرب والرى وتلوثها ، بل أن بعض الحضور أشار إلى تقرير صادر عن جهة رسمية يؤكد أن مواطنى العياط وقراها وأراضيها يشربون مياه ملوثة ، وبين الحضور أن فزورة الديمقراطية والانتخابات هى وسيلة حكومة الاخوان الجديدة لتجويع الشعب .
وأشار الحضور إلى أن الناس لن تأكل " ديمقراطية واستفتاءات وانتخابات " ، وبين جانب منهم إلى عدم إهتمام قطاع من الفلاحين بعمل النقابة وعدم اندماجهم فى الدفاع عن مطالبهم بسبب مشكلات داخلية مثل قلة الخبرات ومحاربة ممثلى الحكومة وبعض السلفيين أنشطة النقابة ، فيكفى أن إجتماع الجمعية العمومية لانتخابات مجلسى إدارة الجمعية الزراعية الذى لم يحدث منذ عشرين عاماً لم يحضره الا 200 فلاح من ضمن 1600 فلاح مسجلين بدفاتر الجمعية ، مما أعطى الدولة زريعة تعيين مجلس جديد من أصحاب الملكيات الكبيرة والمدافعين عن سياستها .
لكن جانب من الحضور أكد على تمكنهم من الضغط على الموظفين بالجمعية الزراعية والبنك لصرف حصة السماد الى المزارعين ، وأستعرض الفلاحين العديد من قصص مواجهة الفساد داخل مؤسسات الدولة ونجاحهم فى وقف تلك المنظومة بفعل تضامنهم ومواصلة نضالهم خاصة فى مجال تسليم الاسمدة والغاز والخبز .
لكنهم أشاروا الى الدور السلبى لأعضاء الاخوان بالقرية والقرى المجاورة لاستمرار الفاسدين فى أداء دورهم ونهب خيرات بلادهم .
ثم أستعرضت الجلسة الأخيرة برنامج عمل لحل بعض المشكلات لأهل القرية والقرى المجاورة وكانت على النحو التالى :
- قيام النقابة وممثلين الفلاحين بقرى العياط بتوقيع عريضة من عشرة الاف فلاح تطالب بتسليم كل فلاح لا تزيد حيازته عن 3 أفدنة أو لا يحوز أرض على الاطلاق خمسة أفدنة صالحة للزراعة من الاراضى المنهوبة المخصصة للشركة الكويتية أو فى نطاق مركز العياط ، على أن تقوم الدولة بتقديم الخدمات ومستلزمات الانتاج للمزارعين .
- تنظيم حملات على الجمعية الزراعية والبنك لتنظيم عملية استلام السماد ووقف فساد بعض المواطنين الذين يديرون بعض القروض للفلاحين لصالحهم وتؤدى تصرفاتهم لعجز الفلاحين عن سداد القروض بسبب أخذ توقيعات منهم على بياض وعمل حملة على إدارة بنك خراب بيوت الفلاحين لوقف القروض الدوارة وتخفيض فوائد الدين من 13% الى 2% ليتمكن صغار الفلاحين من تنمية أوضاعهم .
- تنظيم حملات لتحسين رغيف الخبز وتحسين عملية توزيعه ووقف الفساد الذى يتستر عليه بعض قيادات لاخوان بالقرية والقرى المجاورة .
- استكمال تنظيم حملة توزيع الغاز والضغط على الأجهزة التنفيذية لحكومة الاخوان لضمان وصول مياه الشرب النقية للقرية والقرى المجاورة .
وفى الختام أكد الحاج " هاشم فرج" نقيب فلاحى الجيزة بضرورة فك الالغاز التى تعقدها حكومة الاخوان لإلهاء الناس عن تنظيم أنفسهم والمطالبة بحقوقهم ، وأشار فى ذلك إلى مقابلة مع الدكتور مرسى الذى وعد بحل مشكلات الفلاح وخنث بوعوده ، وأكد على الدور السلبى للرئيس بعدم اصداره حتى الان قرار بالحد الاقصى لمرتبات موظفى الحكومة الذين يقبض بعضهم أكثر من مليون جنيه من خزينة الدولة فى حين أن الحد الادنى للمرتب يجب ألا يقل 1500 جنيه كى يتمكن المواطنين من العيش الكريم .
وأتفق المشاركون على اجتماع دورى للنقابة وممثلى القرى المجاورة لتنفيذ تلك الحلول على أن يقوم مركز الارض بمشاركة النقابة تنفيذ برنامج حملة "عايزين حقوقنا "لكفالة حقوق الفلاحين والاهالى فى العيش الكريم والعمل اللائق .
0 اكتب تعليق على "الفلاحون يصرخون.. عايزين ارض- عايزين سماد- عايزين مياه وكهرباء يا مرسى"