وأكد القمص سوريال يونان، وكيل مطرانية شبين القناطر وكاهن كنيسة الشهيد مار جرجس، "أن الحصيلة النهائية حتى الآن للأحداث التي اندلعت أمس على خلفية حسب الرواية المسيحية قيام مسلم بالتحرش بفتاة مسيحية وتحريض بعض المتشددين على الأقباط، هي مقتل خمسة أقباط هم: ميلاد سمير (أُصيب بطلق ناري في البطن وخرجت أحشاؤه)، ومرزوق عطية نسيم (45 سنة، نتيجة طلق ناري بالوجه والظهر)، ومرقس كمال كامل، وعصام قدري زخاري (37 سنة، نتيجة طلق ناري بالقلب)، وهلال صابر هلال، قُتِل حرقًا، بالإضافة إلى مقتل مسلم في بداية الأحداث أمس ويدعى أحمد محمد علي".
وأوضح القمص يونان أن المصابين المسيحيين وصل عددهم إلى 17 مصابًا، وتم نقلهم إلى مستشفى المطرية العام"، مؤكدا "أن الوضع بالمنطقة ينذر بخطورة شديدة، حيث من المتوقع أن تتجدد أحداث العنف ضد المسيحيين أثناء دفن القتيل المسلم".
وطالب القمص يونان بتدخل الجيش قبل صلاة الجنازة على الشاب المسلم الذي قُتل في أحداث أمس لإنقاذ المنطقة، محذرًا من أن "الهدوء الموجود الآن قد يكون هو الهدوء الذي يسبق العاصفة"، مشيرًا إلى أن "الشرطة مهما بذلت من مجهود لا يمكنها أن تحتوي الغضب الذي قد يحدث؛ فأهالي المنطقة في ذعر، والأقباط يخشون الخروج من منازلهم، ووجود الجيش في هذا الوقت سيحمي المنطقة والشعب".
كان بعض المتشددين، قد قاموا في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بالهجوم على ثلاثة منازل للأقباط وقاموا بنهب ما بها، وحاولوا إشعال النيران فيها، رغم تواجد قوات الأمن بالمنطقة، وعندما حاول هؤلاء المتشددون الوصول إلى الكنيسة، قامت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وسط حالة من الهلع والفزع بين أهالي المنطقة.
كما هاجم المتشددون، فجر اليوم، كنيسة المسيح الإنجيلية بالمنطقة، وقاموا بقذفها بالطوب، مرددين هتافات التكبير، وذلك في وجود قوات الشرطة.
وكانت قوات الشرطة قد ألقت القبض على المحامي القبطي إسكندر سمير إسكندر، عضو مجلس الشعب السابق، وأثناء وجوده بقسم شرطة الخصوص حاول المتشددون اقتحام القسم، وأكد والد المحامي "أن الشرطة قامت بالاتصال به لطلب حضور ابنه الآخر "نجيب"، ويخشى أن يكون ابناه كبشي فداء لإرضاء المتشددين، رغم أن الأزمة مفتعلة، والمحرض معروف ولم يتم القبض عليه حتى الآن"، على حد قوله.
وقال سمير إسكندر :إن المتشددين الإسلاميين قاموا بالحشد والتحريض ضد الأقباط بالمنطقة، وقاموا بمهاجمة عقار فاروق عوض إسكندر، ونهب ثلاثة منازل لأقاربه وإشعال النيران بها على مرأى من رجال الشرطة، مؤكدا أن المشكلة تفجرت بقيام بعض المتعصبين والبلطجية بالتحريض على التحرش بالفتيات المسيحيات ووصفهن بـ"السافرات" لعدم ارتدائهن غطاء للرأس، وعندما اعتراضوا على ذلك حدثت الضجة، وتم استخدام المساجد للتحريض على الأقباط".
وفي سياق متصل، أكد شاهد عيان يدعى حمد رزق من سكان الخصوص بان أحد الشيوخ السلفيين يدعى مصطفى العجلاتى أفتى بإهدار دماء الأقباط بقوله "دماء الأقباط حلال". وقام بتحريض المسلمين على "الجهاد ونصر أخيهم المسلم ظالمًا كان أم مظلوما، ودعا كل مسلم لديه سلاح بالنزول للدفاع عن أخيه المسلم" على حد وصفه.
وحمل رزق مسئول المعهد الديني الأزهري "المسئولية في أحداث الأمس، لسماحه للشيخ السلفي مصطفى العجلاتي باستخدام المعهد الديني في الدعوة والتحريض للجهاد ضد الأقباط. وعلى إثر دعوته تجمع أكثر من 1000 شخص". مضيفًا "أنهم اتصلوا بالأمن الساعة 6,30 وجاءت عربة أمن الساعة 9,30 وبداخلها 8 عساكر غير مسلحين ثم عربة أمن عام بها 4 أفراد مسلحين".
وندد اتحاد شباب ماسبيرو، حركة قبطية بما أسماه بـ"المهزلة والاضطهاد الممنهج ضد الأقباط واستهدافهم في وجود قوات الأمن"، وتساءل أنداروس عويضة، المنسق العام للاتحاد، "هل الشرطة لا تعرف شيئا سوى حماية مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم وإطلاق النيران على المتظاهرين؟"، مشيرًا إلى أن "قوات الأمن لا تحمي أرواح الأقباط، الذين يتم حرق ونهب منازلهم أيضًا".
واتهم المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، وزير الداخلية "الإخواني"، بالتواطؤ، على حد وصفه، مضيفًا إنه "يستخدم هذه الأحداث لصالح سياسات الإخوان، خاصة وأن بعض القوى المدنية قد أعلنت عن تنظيم تظاهرات حاشدة في ميادين مصر المختلفة اليوم السبت ضد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي فيما أسموه بـ"سبت الغضب".
وتباشر النيابة التحقيقات ومعاينة الجثث حيث أوصت بتشريح الجثث في مشرحة زينهم ورفض الأهالي ذلك الطلب.
وجدير بالذكر أن مصر تشهد منذ فترة طويلة ظاهرة العنف الجماعي ضد الأقباط على إثر أي مشاجرة بين مسلم ومسيحي، حيث يقوم المسلمون بمهاجمة كنائس وممتلكات الأقباط في المنطقة، وازدادت هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير
0 اكتب تعليق على "تشييع خمسة مسيحيين قتلوا فى الخصوص من كاتدرائية العباسية "