إذا كانت هذه أول مرة تزور موقعنا فلا تنسى عمل Like لايك لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

حِكَايَتي مع الرَجلِ الذي يُشْبهُ بِرنَامَجَهُ

Gharam elsawy الأحد، 20 أبريل 2014 0 التعليقات
بقلم /رائد سلامة
قَدَمَّتْ قوي الفساد المتحالفة مع قوي الإسلام السياسي في بلادنا خلال الأربعين عاماً الماضية خطاباً اتسَمَ بالرجعية الشديدة و ترويج الخرافةِ و الجهلِ و التخلفِ بهدف "تزييف وعي" المصريين.
 استخدمت تلك القوي أسلوبين متمايزين: "التخوين" أيام "المخلوع" ثم "التكفير" أيام "المعزول" و كان "التخويف" هو القاسم المشترك الأعظم بينهما، فإذا بزلزال يناير 2011 ثم تابعه في يونيو 2013 يأتي كدرسِ التاريخ الذي لم يَعْيَهِ أحد، ليتم تدشين أسلوبٍ جديدٍ هذه الأيام يقوم بالأساس علي "تشويه الخصم" بمنتهي الصفاقة و الانحطاط الخُلقي و بتكثيفٍ شديدٍ للغاية، فيستنزفُ وقت و جهد الخصم الذهني و العصبي في الرد علي الافتراءات بحقه من ناحية، و يخلقُ وعياً جمعياً شائهاً و مُزيفاً يَفتقرُ إلي الموضوعية النقدية و الإنصاف من ناحيةٍ أخري.
"تزييف الوعي" كالسرطان يسري في صمت في بنية جسدٍ معافىً، فلا يتركه إلا و قد تمكن منه مُخلِفاً بناءاً خرباً و روحاً ما تلبث إلا أن تغادر الحياةَ إثرَ معاناةٍ و ألمٍ شديدين. يَلْزَمُ لتزييف الوعي خَلقُ حالةٍ من الفوضى، تُشَتْتُ التفكير و تَحْجِبُ الرؤية و تَسْلُبُ الرُشدَ. علي مسرح السياسة المصري الآن غبارٌ كثيفٌ و صراخٌ عنيفٌ و دمٌ غزيرٌ و صراعٌ مقدسُ حول....فيلم سينمائي.
ما أن أعلن "حمدين صباحي" عن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية، إلا وقد بدأت الميلودراما التي تستند علي زائفِ الوعي.. كيف يجرؤ علي مجرد الترشح؟ (يا لها من ديمقراطية، هل تصادرون حقَ مصريٍ في الترشح؟).. ما هو عَمَلُهُ و هل مازال يعيش بالسبعة آلاف جنيه؟ (راجعوا الذمةَ المالية الرسمية للرجل ثم دعونا نُقَيْمُ وعوده وبرنامجه بموضوعية).. هل لديه خبرةَ رجلِ الدولة؟ (و هل تمتع رجالُ الدولةِ العظام "ليخ فاونسا" و "لولا داسيلفا" و "نيلسون مانديلا" بالخبرة التي تقصدون؟ كانت خبرة الأول في العمل النقابي و الثاني في مسح الأحذية و الثالث في المعتقلات إذ قضي بها أكثر من نصف عمره).. ما حقيقة تحالفه مع الإخوان؟ (كان تحالفاً انتخابياً في العلن وقت كان كثيرٌ من المصريين يؤيد الإخوان -باستثناءاتٍ محدودة كان كاتبُ هذه السطور من ضمنها- بل و يلتقي قادتهم بالإخوان سراً ، كما كان السيد "عمرو موسي" يفعل. لم يُفصح لنا سيادته حتي الآن عما دار في اللقاءات التي جمعته مراراً برجل الإخوان الأقوى و زعيمهم الحقيقي "خيرت الشاطر"، في الوقت الذي رفض فيه "صباحي" منصب نائب رئيس الجمهورية حين عرضه عليه المخلوع "مرسي".
بالمناسبة، كان السيد "عمرو موسي" يردد: أنا والبرادعي عاوزين "محمد مرسي" يكمل مدته و "حمدين" عايزُه يمشي دلوقتي وتتعمل انتخابات رئاسية مبكرة-كان "صباحي" إذن بشهادة السيد "عمرو موسي" هو أول من دعي لإسقاطِ حكم الإخوان لكن.. آفةُ حارتنا النسيان).
حَسِبْتُ أنني سأشهدُ نظاماً سياسياُ جديداً، يتمُ بموجبه تعميقُ مسارِ الديمقراطية باعتمادِ مطالبِ الناس في الشفافية وتوفير المعلومات، فإذا بتزييفِ الوعي هو كلمةُ السرِ و لُب الصراع، و إذا بالصمتِ هو عينُ الحكمة، و إذا بالرأيِ المخالفِ هو الخيانةُ أو الكفر البواح.. حَسِبْتُ أنني سأشهدُ مُناظرات بين المُتنافِسَيْنِ يستعرض كلاً منهما رؤاه العامة، و انحيازاته الاجتماعية وقدراته السياسية وإمكاناتُ فريقه وتفاصيلَ برنامجه الاقتصادي والسياسي لحماية البلاد وأمنها الخارجي و الداخلي و الغذائي و المائي ، فإذا بالمطالبةِ بالمناظراتِ ذنبٌ و خطيئةٌ، و إذا بالمطالبة بمقارنة البرامج رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشيطان، و هل بنا حاجةٌ لبرنامجٍ مِنْ الأساس كما قال "الأستاذ".
لا يمكن أن تُبْنَي صروحُ حياةٍ ديمقراطيةٍ علي دعائمَ واهيةٍ تُرَسْخُها آلةُ تزييف الوعي الجهنمية التي تملاُ المشهد الآن ، فيَضيعُ وقتُ الأمة في عبثٍ سندفع ثمناً باهظاً له، و سَيَذْكُرُ التاريخُ مواقفنا جميعاً إزاءَهُ.
فلتكن رهاناتنا علي الحصانِ الذي نراه جديراً، لا الذي يراه الآخرون رابحاً، فالرهانُ هو خيارٌ أخلاقي، و الخيارُ في ذاته مَحْضُ انحياز.. انحياز لفكرةٍ، لرؤيةٍ، لتصورٍ، لطرحٍ أو لشخصٍ ما يتبني كل ما سبق.
 عن نفسي، فقد حزمتُ أمري منذ زمنٍ طويلٍ و راهنتُ، فانحزتُ ثم شاركتُ بمنتهي الإيجابية في العمل مع الرَجلِ الذي يُشْبهُ بِرنَامَجَهُ ببساطة.. "حمدين صباحي".

0 اكتب تعليق على "حِكَايَتي مع الرَجلِ الذي يُشْبهُ بِرنَامَجَهُ "

  • شارك برأيك مرحبا بالاصدقاء الاعزاء يسعدنى زيارتكم وارجو التواصل دائما Hello dear "friends I am glad your visit and I hope always to communicate.